سورة الذاريات - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الذاريات)


        


{فَتَوَلَّى} يعني فرعون، وفي توليه وجهان:
أحدهما: أدبر.
الثاني: أقبل، وهو من الأضداد.

{بِرُكْنِهِ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: بجموعه وأجناده، قاله ابن زيد.
الثاني: بقوته، قاله ابن عباس، ومنه قول عنترة:
فما أوهى مراس الحرب ركني *** ولكن ما تقادم من زماني.
الثالث: بجانبه، قاله الأخفش.
الرابع: بميله عن الحق وعناده بالكفر، قاله مقاتل.
ويحتمل خامساً بماله لأنه يركن إليه ويتقوى به.

{وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أن العقيم هي الريح التي لا تلقح، قاله ابن عباس.
الثاني: هي التي لا تنبث، قاله قتادة.
الثالث: هي التي ليس فيها رحمة، قاله مجاهد.
الرابع: هي التي ليس فيها منفعة، قاله ابن عباس.
وفي الريح التي هي عقيم ثلاثة أقاويل:
أحدها: الجنوب، روى ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الريح العقيم الجنوب».
الثاني الدبور، قاله مقاتل. قال عليه السلام: «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور»
الثالث: هي ريح الصبا، رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد.
{إِلاَّ جَعَلْتْهُ كَالرَّمِيمِ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: أن الرميم التراب، قاله السدي.
الثاني: أنه الذي ديس من يابس النبات، وهذا معنى قول قتادة.
الثالث أن الرميم: الرماد، قاله قطرب.
الرابع: أنه الشيء البالي الهالك، قاله مجاهد، ومنه قول الشاعر:
تركتني حين كف الدهر من بصري *** وإذ بقيت كعظم الرمة البالي


{وَالسَّمَآءِ بَنَيْنَاهَا بِأيْدٍ} أي بقوة.
{وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} فيه خمسة أوجه:
أحدها: لموسعون في الرزق بالمطر، قاله الحسن.
الثاني: لموسعون السماء، قاله ابن زيد.
الثالث: لقادرون على الاتساع بأكثر من اتساع السماء.
الرابع: لموسعون بخلق سماء ملثها، قاله مجاهد.
الخامس: لذوو سعة لا يضيق علينا شيء نريده.

{وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} فيه وجهان:
أحدهما: أنه خلق كل جنس نوعين.
الثاني: أنه قضى أمر خلقه ضدين صحة وسقم، وغنى وفقر، وموت وحياة، وفرح وحزن، وضحك وبكاء. وإنما جعل بينكم ما خلق وقضى زوجين ليكون بالوحدانية متفرداً.
{لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} يحتمل وجهين:
أحدهما: تعلمون بأنه واحد.
الثاني: تعلمون أنه خالق.
{فَفِرُّوْا إِلّى اللَّهِ} أي فتوبوا إلى الله.


{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} فيه وجهان:
أحدهما: فذكر بالقرآن، قاله قتادة.
الثاني: فذكر بالعظة فإن الوعظ ينفع المؤمنين، قاله مجاهد.
ويحتمل ثالثاً: وذكر بالثواب والعقاب فإن الرغبة والرهبة تنفع المؤمنين.

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِ وَالإِنسَ إلاَّ لَيَعْبُدُونِ} فيه خمسة تأويلات:
أحدها: إلا ليقروا بالعبودية طوعاً أو كرهاً، قاله ابن عباس.
الثاني: إلا لآمرهم وأنهاهم، قاله مجاهد.
الثالث: إلا لأجبلهم على الشقاء والسعادة، قاله زيد بن أسلم.
الرابع: إلا ليعرفوني، قاله الضحاك.
الخامس: إلا للعبادة، وهو الظاهر، وبه قال الربيع بن انس.

{مَآ أُرِيدُ مِنْهُمْ مَّنْ رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: ما أريد أن يرزقوا عبادي ولا أن يطعموهم.
الثاني: ما أنفسهم، قاله أبو الجوزاء.
الثالث: ما أريد منهم معونة ولا فضلاً.

{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: عذاباً مثل عذاب أصحابهم، قاله عطاء.
الثاني: يعني سبيلاً، قاله مجاهد.
الثالث: يعني بالذنوب الدلو، قاله ابن عباس، قال الشاعر:
لنا ذنوب ولكم ذنوب *** فإن أبيتم فلنا القليب
ولا يسمى الذنوب دلواً حتى يكون فيه ماء.
الرابع: يعني بالذنوب النصيب، قال الشاعر:
وفي كل يوم قد خبطت بنعمة *** فحق لشاس من نداك ذنوب
ويعني بأصحابهم من كذب بالرسل من الأمم السالفة ليعتبروا بهلاكهم.
{فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ} أي فلا يستعجلوا نزول العذاب بهم لأنهم قالوا: {يا مُحَمَّدُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} الآية، فنزل بهم يوم بدر، ما حقق الله وعده، وعجل به انتقامه.

1 | 2